torsdag 13. oktober 2016

حفل جائزة نوبل للسلام فاشل و عقيم

الحفل التكريمي للحائز على جائزة السلام، و الذي يتم بثه من النرويج، سيء و بعيد للغاية عن تمثيل الفكرة و البعد الإنساني لهذه الجائزة المهمة.


جائزة نوبل للسلام مؤهلة لتكون المناسبة كل عام للتقريب بين الثقافات و البشر على هذا الكوكب. و لكن بدلاً عن دعوة مطربين و فنانين و راقصين مبدعين من كل ألوان الفن الشعبي و المعاصر، يمثلون ثقافات مختلف الشعوب، و شعراء يلقون القصائد بلغاتهم الأصلية مع ترجمة لوحية للإنكليزية، تدعو هيئة نوبل النرويجية فنانين أمريكيين، أو أوروبيين يعملون بهوليوود، للغناء بالإنكليزية و رقص الرقصات الغربية المعاصرة، بمعنى النطنطة الهمجية. هذه الفئة تمثل نسبة أكثر من 70%، و هؤلاء طبعاً من المشاهير ساكني القصور الذين يتقاضون أجوراً خيالية لمساهمتهم بالحفل الذي يتابعه نصف سكان الكرة الأرضية.


مقدم و مقدمة الحفل ممثلون من هوليوود على الأغلب، بل دائماً. بربك يا أخي الإنسان اشرح لي ما الذي يؤهل ممثلة أفلام أكشن من أمريكا، سلمى هايك، و زميلتها جوليانا مور، على تقديم برنامج الحفل للحائز على جائزة السلام الخبير العربي المصري محمد البرادعي، بسبب عمله في منظمة مراقبة الطاقة النووية مثلاً؟ ما هو سبب تواجدهما أصلاً بهذه المناسبة؟؟ لماذا لم تدعو الهيئة فناناً مصرياً لتقديم الحفل باللغة العربية؟ التقنيات أصبحت على مستوى، و ترجمة ما يقال على لوح كبير الكتروني في الخلفية ليس صعباً، بل يمكن أيضاً استعمال غرافيك جميل لتصبح الترجمة لوحة جمالية.

و يدي بحزامك لن أتركك تمشي حتى تشرح لي يا أخي لماذا ممثلة المسلسل المشهور الأمريكي "الجنس في المدينة" و الذي يدور حول أربع صديقات يمارسن الجنس مع 200 رجل وسطياً بالسنة و يتحدثن عن الأمور المتعلقة بهذه الفعاليات و النشاطات لأبعد التفاصيل المحرجة، لماذا جيسيكا باركر تم اختيارها لتخطب بسكان الكوكب عن ضرورة المحبة و السلام؟!!!


أو ليس فهمنا لبعض، رؤيتنا لبعض و سماعنا للغات بعض وسيلة لزرع الثقافة الإنسانية! السلام لا يتحقق برؤيتنا للأمريكيين كل سنة و سماع لغتهم كل يوم.


أليس من الأنسب و الأرقى أخلاقياً اختيار رئيسة منظمة حقوقية مثلاً و ممثل ناشئ موهوب في بلد الفائز أو إعلامي محترم لتقديم العرض، و بذلك إلقاء الضوء على جوانب أخرى إنسانية و منح فرصة ذهبية لأشخاص تستحق الدعم من هيئة من المفروض أنها تعمل لنشر ثقافة التعايش و السلام؟

أعجز شخصياً عن متابعة هذا الحفل. بما أنني كنت مقيمة بالنرويج لمدة 13 سنة كان من المستحيل تجنب البعض من صرعة الرأس و الكتابات و التقارير الإذاعية عن قدوم الإله الأمريكي فلان و الإلهة علتان و تقييم الفستان الذي لبسته و الحذاء و المكياج و صفة الشعر إلخ. كنت أشغّل التلفاز لأحصل على انطباع عام من الحفل من سنة لسنة، و للأسف لم أتحمل أن أتابع الحفل لآخره مرة واحدة. كنت كل مرة أفكر كيف كان ينبغي أن يكون و أصاب بالإحباط.


احترام ثقافات الشعوب لا يكون بإلقاء خطابات طويلة مليئة بالكلمات البراقة من قبل لجنة نوبل النرويجية، بل فليعيرونا صمتهم و لو لمرة واحدة فقط و يقعدوا على جنب و يظهروا احترامهم لثقافات الشعوب بشكل حقيقي و عملي عن طريق فتح المجال للناس للحديث بلغاتهم عن أوطانهم و ثقافاتهم و أنفسهم.

و لكن النرويجيين لا يفهمون كيف هو الاحترام الحقيقي، و يحبون أن يظهروا بمظهر الإنساني رحب الصدر و هم بالحقيقة لا يرون أبعد من رؤوس مناخيرهم الغربية.

في السنوات الأربع الأخيرة توقفت تماماً عن متابعة و لو جزء بسيط من الحفل النرويجي، و لا مشهد واحد و لا لقطة واحدة، لا أتحمل هذه المسخرة و تشويه النرويجيين لجائزة السلام. أشاهد فقط الحفل السويدي لأستمع لخطب الفائزين بالجوائز. و عروض الفن المقدمة هي بالعادة من النوع الكلاسيكي الراقي على مستوى دولي و ليس هناك نطنطة و رغي فاضي.
و أخيراً، أرفض جائزة السلام مسبقاً و أرفض الاشتراك بهذه المسخرة و لو كلفني الأمر خسارة مليون دولار. إي نعم

لهالدرجة

سارة العظمة